مكانة المرأة في وثيقة الأخوة الإنسانية.. حقوق كاملة وريادة مستحقة

مكانة المرأة في وثيقة الأخوة الإنسانية.. حقوق كاملة وريادة مستحقة

من فضائل الأديان السماوية ومنها الإسلام تكريم المرأة، وجعلها أهلًا للتكليف والمسؤولية والجزاء، وعليه يترتب دخول الجنة.

فالمرأة في الإسلام لها كل ما للرجل من حقوق إنسانية، لأنهما أخوان من أب واحد وهو آدم، وأم واحدة هي حواء، فهما متساويان في أصل النشأة، متساويان في الخصائص الإنسانية العامة، متساويان في التكليف والمسؤولية، متساويان في الجزاء والمصير.

ونصت وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقات الإنسانية، على الاعتراف بسائر حقوق المرأة خاصة في التعليم والعمل. 

وكما في الأديان السماوية، أعلت الوثيقة من شأن المرأة وتطرقت لوجوب تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها، خاصة ما يتعلق بحمايتها من الاستغلال الجنسي. 

ميلاد الوثيقة وتكريمها للمرأة

ونصت الوثيقة التاريخية على حقوق المرأة الأساسية، وأهمية تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية التي تنال من كرامتها، والتصدي لكل صور الاستغلال التي تتعرض لها، خاصة الجنسي الذي يعتمد على معاملتها كسلعة قابلة للبيع. 

واستضافت دولة الإمارات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في فبراير 2019، الذي شهد ولادة وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية. 

ودعم الموقعون على الوثيقة المرأة، مشددين على ضرورة وقف كل الممارسات غير الإنسانية ضدها، بما فيها العادات التي تصطدم مع طموحها أو تبتذل من كرامتها، حتى لو تطلب الأمر سن القوانين وتعديل التشريعات. 

وجاء في الوثيقة، أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة، وكذلك وجوب العملِ على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها، ويجب حمايتها أيضا من الاستغلالِ الجنسي ومن معاملتها كسلعة أو كأداة للتمتع والتربح، لذا يجب وقف كل الممارسات اللاإنسانية والعادات المبتذلة لكرامة المرأة، والعمل على تعديل التشريعات التي تحول دون حصول النساء على كامل حقوقهن. 

وثيقة الأخوة الإنسانية» في مقدمة مبادرات 2019 - صحيفة الاتحاد

بنود الوثيقة واتساقها مع الإسلام

استقت بنود الوثيقة من مبادئ الأديان السماوية، كما أن نصوصها جاءت متسقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، خاصة ما يتعلق بحق المرأة في التعليم والعمل وسائر الحقوق الإنسانية. 

ولم يغفل الدين الإسلامي هذا الجانب المهم والدور الفعال في حياة المسلمين، فالمرأة في المنظور الإسلامي عامة والنبوي خاصة ليست من سقط المتاع كما كان يعتبرها أهل الجاهلية. 

ويستدل على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"، (أخرجه أبو داود)، وحثَّ النبي على طلب العلم للرجال والنساء معًا، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ".

أما عن عمل المرأة ومشاركتها المجتمعية، فالسنة النبوية مليئة بالأحاديث والأخبار التي تؤيد هذا، منها: مباشرة النساء للتجارة والمعاملات المالية. 

وعن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قال: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: "اشْتَرِي وَأَعْتِقِي، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ"، (أخرجه البخاري). 

سياسيون دوليون: وثيقة الأخوة الإنسانية مرجع لقيم التعايش - بوابة الشروق -  نسخة الموبايل

وكانت أسماء بنت مخرمة تبيع العطر بالمدينة المنورة، أيضا كانت النساء يشاركن في العمل الطبي والخدمي العسكري، ويقمن على تمريض الجرحى. 

أيضًا يستدل على ذلك بقول أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنه: "غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى"، (أخرجه مسلم). 

الأزهر يدعم المرأة وعملها

لم يكن لوثيقة الأخوة الإنسانية فضل السبق في تكريم المرأة، فقد سبق وأكد الأزهر منارة الإسلام الوسطي في العالم، دعمه الكامل للمرأة ودورها البارز في المجتمع، معتبرا أن "النساء شقائق الرجال وبناة الأجيال وعنصر فعال في نهضة المجتمع". 

وشدد على أن "المرأة أثبتت نجاحها في تولي المسؤوليات والمساهمة في دعم مسيرة التطوير وتنمية المجتمعات، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تضطلع فيها بدور محوري في الحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع". 

ووقع الأزهر على الوثيقة وأشاد الأزهر، وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أثناء ذلك بما تقدمه المرأة في دعم عجلة الإنتاج وحفظ الأمن والاستقرار، عالِمة وعاملة ومعيلة ومربية.

الإمارات نموذجاً 

وعلقت عضو البرلمان المغربي، فاطمة خير، على مبادئ الوثيقة المتعلقة بالمرأة بقولها، إن ما تقدمه خطوة مهمة وتوفير مجهود كبير نضطر لبذله في بلادنا وكثير من البلدان العربية، فما زالت المرأة عليها إثبات أن عملها حق لها، وأن مساواتها بالرجل ليس بمنة، ما تقدمه الإمارات يعتبر نموذجًا يجب على البلدان الأخرى فعله.

وأضافت “خير” في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، في المغرب، على الرغم من مادة المساواة بين الجنسين في دستور 2011 "المادة 19 التي تنص على أن تسهم الدولة في تحقيق المساواة بين الرجال والنساء"، توجد تفاوتات كبيرة بين الجنسين فيما يتعلق بالحصول على وظيفة، بل إنها زادت زيادة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، ففي عام 2020، شكلت النساء 50.2% من سكان المغرب لكن نسبتهن بين السكان العاملين لم تتجاوز 23% بالمقارنة مع 27% في عام 2010.

فاطمة خير:

واستطردت، في عام 2021، أقر البرلمان المغربي تعديلا لم يلقَ اهتماما كبيرا لكنه يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في سد الفجوة بين الجنسين في البلاد، وتضمن ذلك إصدار قانون مُعدل جديد بشأن الشركات العامة المحدودة للتشجيع على تحقيق تمثيلية متوازنة بين النساء والرجال في مناصب المسؤولية بمجالس إدارة الشركات "القانون 19.20 بتغيير وتتميم القانون 17.95 المتعلق بالشركات المساهمة ذات المسؤولية المحدودة". 

وأكدت تحديد القانون حصصا إلزامية للنساء في مجالس إدارة الشركات المتداولة في سوق المال، والمستهدف أن تصل نسبة النساء على الأقل 30% بحلول عام 2024 و40% بحلول عام 2027.   

وأتمت، تعد وثيقة الأخوة الإنسانية ثمرة تعاون نموذجي بين الأديان الثلاثة والمجتمع المدني، يضمن مكتسبات حقيقة للمرأة في العالم خاصة في دعوته إلى المساواة بين الجنسين.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية